Welcome to مدن وقرى فلسطين - Cities and villages of Palestine   Click to listen highlighted text! Welcome to مدن وقرى فلسطين - Cities and villages of Palestine Powered By GSpeech

قصور تاريخية وأثرية في محافظة أريحا

قصور تاريخية وأثرية في محافظة أريحا

 

قصر هشام

 

يقع قصر هشام في خربة المفجر، في منتصف منطقة صحراوية، على بعد 5 كيلو مترات، إلى الشمال من مدينة أريحا. شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة ( 724 –743 ) م، أو الوليد بن يزيد ( 743 – 49 ) م مقرا للدولة. 

يتكون القصر من مجموعة من البنايات والحمامات والجوامع وقاعات مليئة بالأعمدة الأثرية. وتعتبر الفسيفساء والزخارف والحلي فيه من الأمثلة الرائعة للفن والعمارة الإسلامية القديمة.  يقول الخبراء: إن زلزالا عنيفًا كان قد ضرب المنطقة ودمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل.  وبفعل الأتربة والأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء والرسومات الرائعة الموجودة في القصر. 

وتعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم عناصر الجذب للسياح والزوار.  هذه الفسيفساء تعدُّ واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم بمساحة 827 متراً مربعًا، التي يعود عمرها إلى ما قبل 1400 عام، وتقع في الحمام الكبير؛ وتتكون من 38 سجادة ملونة ومتنوعة الشكل واللون بأشكال هندسية ونباتية في إبداع فني قل نظيره. واكتشفت الفسيفساء مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، وطوال السنوات الماضية احتفظ باللوحة تحت الرمال خشية عليها من عوامل الطقس، وكشف عنها لبعض الوقت عام 2010 ثم أعيد طمرها ثانية. وفي عام 2016 أزاحت وزارة السياحة والآثار، الستار عنها وعهد إلى "الوكالة اليابانية للتنمية الدولية" "جايكا" بأعمال ترميم وبناء سقف خاص للوحة لحمايتها من العوامل البشرية والطبيعية. ويشار إلى أن العديد من الزخارف المنقوشة من الموجودات في القصر توجد في متحف روكفلر في القدس. 

 

قام صلاح الدين الأيوبي وجنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي؛ ولكن بعد ذلك وحتى سنة 1940 من هذا القرن، كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا. ويوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع. 

 

الموقع:

من المحتمل أن يكون القصر قد شغل مساحة واسعة؛ وذلك لكي يتمكن الخليفة من ممارسة هواية الصيد.  بقايا السور المحيط للقصر يمكن رؤيتها مبعثرة هنا وهناك.  وقد امتدت حدود القصر لتصل لمسافة كيلومترين باتجاه نهر الأردن؛ ولكن الحدود الشمالية والجنوبية يصعب تحديدها بدقة.  وبما أنه لم يكن هنالك ينابيع بجانب القصر؛ فقد تم جلب المياه من نبع النويعمة التي تقع لمسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه الشمال الغربي.  تطلب هذا إنشاء عدد من الجسور في الواديين.  في الأزمنة القديمة تم استغلال المياه الجارية لتشغيل طواحين الماء في موقعين في أريحا.  بقايا هذه الطواحين موجودة على بعد 100 متر إلى الغرب من القصر.

التجول في داخل القصر:

    

 

1.  المرور عبر الجدار الخارجي من البوابة الجنوبية؛ حيث يوجد برجين دائريين على جوانب المدخل.  بعد ذلك يمكن الدخول من ساحة البلاط الأمامية بطول ثلاثمائة متر وعرض 40 مترًا.  وهي محاطة بـ"رواق" مزين بالأقواس من الجهات الأربع.

2.  عند التوجه إلى الشمال؛ نصل إلى حوض مائي مربع بعمق متر واحد، بجدران مغطاة بالرخام؛  وهي ملونة بالأحمر والأصفر.  كانت المياه سابقًا تتدفق من نافورة في الوسط، وتمر عبر فتحة من الجانب الجنوبي.  وقد كانت مغطاة بسقف مزين على الطريقة الفارسية.

3. عند الرجوع قليلًا إلى الوراء، وتغيير المسار نحو الشرق لدخول البوابة الشرقية، نلاحظ أن المدخل الرئيسي للقصر محاط ببرجين مربعين؛ ويوجد مقعدين حجريين على جانبي المدخل؛ وفي أعلى هذين المقعدين توجد منطقة ملأى بالرسومات لأزهار وأوراق شجر يعلوها ثلاث تماثيل.  وهي مغطاة بأقواس نصف دائرية، كالتي وجدت في قبة الصخرة المشرفة في القدس.  فوق ذلك يوجد السقف الذي يغطي المدخل، وهو مكون من عدد من الأقواس الشرقية.  وقد غطي هذا المدخل بالقطع القرميدية التي تشير إلى أنه بني على أيدي عمال من العراق.  ويتكون السقف من أحجار موجودة في سوريا.

4. هذا المدخل يؤدي إلى قاعة بطول 12 مترً يوجد على جانبيها 9 أعمدة مغطاة مع الجدران بالجص المزين بالأشكال الهندسية المنقوشة.  وهي مرصعة بأشكال رؤوس رجال مغطاة بالعمامات، ونساء مغطاة بالخمار؛ والتي لا تترك مجالا للشك عن الطابع العربي للمكان. توجد أيضًا رؤوس لطيور برية ومدجنة بعضها وهو يقضم بضع أغصان من العنب والفاكهة الأخرى.

5. حين الخروج من القاعة والتوجه إلى ساحة القصر، يصادفنا خندق مائي يتبع للمبنى الشرقي، يتكون من ثماني غرف على اليمين، يقابلها نفس العدد في الجهة الأخرى.  في الجانب الغربي المطل على الساحة توجد لوحة ملونة لأزهار وحيوانات؛ بالإضافة لعدد من الألواح الزجاجية المخزنة في الزاوية.

6. حين التقدم إلى الأمام، نعبر إلى الساحة الداخلية الرئيسية، التي يرتفع حولها عدد من الأبنية. مساحة هذه الساحة هي حوالي 29 ضربًا (28 مترًا) محاطة بأعمدة تعلوها أقواس من الرخام تدعم سقفًا، ويشكلان معا "رواقًا" أمام الغرف في الخلف.  أرضية الساحة والـ"رواق" مرصوفة بقطع من البلاط الأسود.  في هذه القطع توجد فتحات خاصة لخروج المياه من القصر.

7. المبنى الشرقي مكون من أربع غرف مستطيلة الشكل يتوسطها الجامع الخاص بالخليفة.  وقد رصفت أرضيتها بالرخام الأبيض؛ إلا أن المحراب في هذا الجامع قد خلى من أية زينة أو زخارف.  هذه الغرف لم تكن مغطاة بالقرميد؛ إلا أنه وجدت أكوام من قطع القرميد جاهزة للاستخدام.  الغرف والمصلى كانت مغطاة بقطع من القرميد والحجارة، التي كانت تمنع تسرب المياه إلى الداخل.

8. كان مقر الخليفة في المبنى الغربي. وهو مكون من صفين من الغرف؛ كل صف يحتوي على ست غرف بمساحات مختلفة.  وقد احتوت هذه الغرف على أبواب داخلية تصلها مع بعضها البعض؛ بحيث لا يتوجب على المقيمين بها مغادرتها والخروج إلى الـ"رواق" والفناء.  في الوسط يقع الحمام الخاص بالخليفة؛ وهو ينخفض بمقدار 5 أمتار.  في داخل الحمام كانت هناك مدفأة، وحوض ساخن للاستحمام، ومكان للاستراحة.  كانت المقاعد الموجودة على الجانبين مرصوفة بقطع ملونة صغيرة من الموزاييك.  كانت المياه تتدفق إلى الحمام من حوض يمتلئ بالماء من القناة الرئيسية.  وعلى السطح كانت توجد غرفة مخصصة لأعمال الخليفة؛ وكانت مسقوفة بالقرميد الأحمر.

9. المبنى الشمالي يضم قاعة استقبال كبيرة بطول 29 مترًا وعرض 11 مترًا؛ ولم تكن هناك أية قواطع تجزئها لغرف منفصلة؛ وكانت هناك بعض الجسور بها، واحتوى سطحها على سبع قباب صغيرة.

10. بين قاعة الاستقبال الشمالية والمبنى الشرقي يوجد سلم يؤدي للأرضية العلوية المطلة على ساحة القصر.  سقف الـ"رواق" الداخلي يقف على أعمدة من الرخام الأبيض؛ وهي أصغر من الأعمدة الموجودة في الأرضية السفلية.  بعض هذه الأعمدة نقش عليها صلبان تدل على أنها أخذت من بقايا الكنائس المحلية.  بين هذه الأعمدة الرخامية يوجد شكل مرسوم بالجص بعدة أشكال ورسومات هندسية.  وقد وجدت مرمية على الأرضية إلى جانب رسومات من الجص للتزيين.  وقد جمعت جميعها في غرفة خاصة في متحف الآثار في القدس.  بمجرد النظر على هذه الأشكال الجصية تجد أنها تنافس أحدث ما توصل إليه هذا الفن لدى الفارسيين.

11. أجمل الأروقة التي وجدت في القصر كانت تلك المعروفة بـ"الشرقية" المطلة على الحديقة الصغيرة أمام القصر.  والحقل الرائع المحيط بالقصر، والذي كان بمثابة متنزه رائع وخلاب بأشجاره وأزهاره.  وقد كان كقطعة من حدائق دمشق.

12. بنزول السلالم التي تسلقناها سابقًا نعود إلى الـ"رواق" الذي يقع أمام قاعة الاستقبال الشمالية؛ وبالمضي نحو الغرب، وتغيير الوجهة نحو الجنوب، نجد أنفسنا بطريق على يمين حديقة مفتوحة تابعة للمصلى.  وهو المصلى المخصص للمقيمين في القصر.  ونستطيع رؤية المحراب بوضوح إلى الجنوب.  وكذلك نرى خلفها بقايا المنارة التي تؤدي إلى قاعة الاستقبال الغربية.

13. نصل الآن إلى الممر الغربي الذي يصل إلى القاعة الرئيسية ومكان الاستقبال الذي يصل إلى منطقة الحمامات.  وهي قاعة مربعة الشكل؛ يحتوي كل حائط لهذه الغرفة على انحناءات وفي كل انحناء يقف تمثال لامرأة عارية الصدر تضع الحلي أو تمثال لرجل بلباس الأسود.  ويميز هذه الغرفة وجود قطع الفسيفساء الملونة؛ ما يجعلها تحفة فنية رائعة.  من الأشياء الغاية في الأهمية ما وجد في الجزء الأوسط من الحائط الغربي؛ حيث كان يجلس الخليفة لمشاهدة الفتيات يرقصن أمامه في هذه الغرفة المميزة.  وكانت هذه القاعة مسقوفة بشكل قبة كبيرة في الوسط، محاطة بأربع قباب منخفضة.

14. عندما كان الخليفة ينتهي من الاستحمام، كان يدخل إلى غرفة تقع إلى الشمال الغربي من قاعة الاستقبال.  القسم الداخلي لهذه الغرفة يحتوي على غرفة نصف دائرية مرصوفة بأفضل أنواع الموزاييك في العالم.  وتظهر شجرة البرتقال فيها.  وتحتها وعلى جانبيها تظهر ملامح لحيوان منتصر وغزال منهزم، وحول هذا الشكل يوجد رسم لسجادة فارسية.  وقد رصعت بـ16 نوعًا من الحجارة.

15. الأقسام الخاصة بالحمام وجدت خلف القاعة من جهة الشمال.  ويتم توزيع المياه الساخنة المتدفقة منه عبر أنابيب من الصلصال.  في بعض هذه الأقسام كان المستحم يستمتع بحمام من البخار مشابه للحياة المترفة في أيامنا هذه.  عندما كان الجص يقشر كان القرميد الأحمر يظهر؛ والذي وضع للحفاظ على الحرارة.  معظم الحمامات كانت تحتوي على مقاعد جانبية؛ وضعت لكي تسمح للمستحم بالراحة بعد أن تأخذ عضلاته بالاسترخاء.  وفي السقف كانت هنالك بعض النوافذ التي تسمح لضوء خفيف بالنفاذ؛ لراحة الأعصاب.  في خارج القصر كانت هنالك حديقة كبيرة ملأى بالأشجار والزهور.  بقايا الجامع والمحراب يمكن رؤيتها بوضوح؛ وهو يقع بين القصر والحمامات.  من الواضح أنه قد تم استجلاب فنانين بيزنطيين للعمل على هذه اللوحات والفسيفساء؛ والتي تعتبر من أجمل اللوحات الفنية التي تم العثور عليها. 

 منقبو الآثار الذين نفذوا الحفريات الأثرية في القصر يعتقدون بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة في سنة 746 ميلادية قد دمر معظم الأبنية في القصر قبل أن يجهز الطابق العلوي.  لقد دمر القصر في الوقت ذاته حين دمرت كنيسة القيامة في القدس بعض الكنائس في جرش والبعض الآخر في أنحاء متفرقة من المنطقة.  وقد ظل موقع القصر مهجورًا حتى بدأ الناس بتشييد البيوت في مدينة أريحا؛ حيث بدأ السكان المحليين بأخذ بعضا من حجارته المنحوتة لبناء بيوتهم.  العمل على بناء القصر وتجهيزه استمر حتى وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 125 بعد الهجرة سنة 743م. ولا يوجد دليل واحد حول احتمال قضائه شتاء واحدا فيه.

16. بعد ثلاث سنوات من هذا الوقت انهارت الدولة الأموية.  ولم يظهر العباسيون أي اهتمام بالبناء؛

  ولذلك قاموا بنقل مقر الخليفة إلى العراق.  من غير المستبعد أن تكون النقود القديمة والفخاريات التي وجدت من هذا العصر تخص العمال الذين عملوا في القصر في ذلك الوقت.  وتستطيع معرفة ذلك من الأسماء مثل: قسطنطين، وسيمون، ويوحنا، وماركوس؛ إذ عمل بعض المسيحيون هنا أيضًا.

من الملاحظ أيضا أن مجموعة من جيش صلاح الدين الأيوبي قد قامت بترميم بعض الغرف في القصر وسكنتها في القرن الثاني عشر بعد الميلاد.  وقد وجدت بعض المخلفات التي تعود لهم، مثل: العملات المعدنية القديمة، والمصنوعات الفخارية.  وقد بقي القصر على هذا الوضع؛ أي بمثابة أنقاض، حتى عام 1933، حين بدأت الحفريات الأثرية ثم قامت وزارة الآثار الأردنية وعلى مدى خمسة أعوام من 1957-1961- بالكشف عن البقايا لهذا القصر.  وقد تمخضت الحفريات التي جرت ما بين 1957 –1958 عن اكتشاف بيوت العمال الذين قاموا ببناء القصر.  هذه الاكتشافات تعود إلى الفترة بين القرن الثامن والثاني عشر الميلاديين.

يبين لنا القصر مدى التقدم في الحياة الاجتماعية لدى المسلمين؛ فهي مزودة بشبكة من القنوات موصولة بأماكن للاستحمام.  الجص المنحوت الذي وجد في هذه الأبنية قد نقل للمتحف الفلسطيني للآثار في القدس؛ حيث يتم عرضها الآن؛ لأن الجص يعدّ من المواد الهشة، ولا يمكن تركه عرضة لتغيرات في الطقس.

وقد قامت دائرة الآثار الفلسطينية بأعمال ترميم وتأهيل واسعة في هذا الموقع منذ عام 1995 شملت الأرضيات والجدران والطريق المؤدية إلى القصر؛ وكان آخرها إزاحة الستار عن اللوحة الفسيفسائية نهاية عام 2016م.

ويعدّ قصر هشام من أعظم الأماكن السياحية من العصر الأموي الموجودة في الضفة الغربية؛ فقد زاره في عام 1961 قرابة 19154 زائر؛ وفي 1962 قرابة 23302 زائر؛ وفي 1964 قرابة 19376 زائر؛ وفي 1965 قرابة 25429 زائر. وتقدر وزارة السياحة عدد الزوار عام 2016 نحو 200 ألف زائر محلي وأجنبي.

المصدر:

- بلدية أريحا www. jericho-city. ps

- محافظة أريحا www. jericho. plo. ps

- وزارة السياحة والآثار الفلسطينية travelpalestine. ps

Related Articles

علم دولة فلسطين

 
علم دولة فلسطين هو علم استخدمه الفلسطينيون منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني وهو رمز لأمل الفلسطنين في أن الغد سوف يكون أفضل، فدولة فلسطين بالرغم مما تمر به من أعمال وحشية بسبب الإحتلال، فمازال عند الشعب الفلسطيني أمل في التحرر، وهذا الأمل يتمثل في العلم الفلسطيني.
 
يتكون العلم الفلسطيني من ثلاث ألوان أفقية متساوية في المساحة وهي من أعلى لأسفل اللون الأسود ثم اللون الأبيض ثم اللون الأخضر، وأيضا مثلث متساوي الساقين أحمر اللون قاعدته عند ساري العلم
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech