Welcome to مدن وقرى فلسطين - Cities and villages of Palestine   Click to listen highlighted text! Welcome to مدن وقرى فلسطين - Cities and villages of Palestine Powered By GSpeech

مدينة القدس-المعالم المسيحية

الأماكن المقدسة المسيحية في مدينة القدس
 

كنيسة القيامة

تقع كنيسة القيامة في وسط البلدة القديمة في القدس، وبالتحديد في الجزء الشمالي الغربي منها، في الحي المسيحي، ويحيط بمبنى الكنيسة مجموعة من المباني التاريخية والأثرية والتي تعود إلى فترات زمنية مختلفة بدءاً من العصر البيزنطي في القرن الرابع ميلادي ومروراً بمراحل زمنية لاحقة حتى وقتنا الحاضر.

 

وتعود أهمية مبنى الكنيسة إلى ما ذكر في كتاب العهد الجديد "الإنجيل" عن مكان صلب المسيح (حسب التقليد المسيحي).

 

التطور التاريخي لمبنى كنيسة القيامة

 

تعود أولى المباني التي شيدت على نفس مكان كنيسة القيامة إلى فترة حكم الإمبراطور الروماني هدريان Hadrian (117-136م)؛ حيث أمر ببناء قبة على ستّة أعمدة فوق الجلجلة وكرسها لخدمة الإله فينوس Venus  والآلهة عشتار.  وبنى هدريان فوق القبر هيكلاً آخراً للآلهة الوثنية.

 

وعندما عقد المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقيا  Nicaea عام (325م)، دعا أسقف القدس (مكاريوس Macarius قسطنطين) إلى تدمير الهيكل الوثني للبحث عن قبر المسيح.

 

وهكذا فإن الهيكل الذي كان يهدف إلى القضاء على موقع القبر أدّى في حقيقة الأمر إلى الحفاظ عليه. ولم يبن قسطنطين شيئاً فوق الجلجلة؛ أمّا القبر المقدس فنظف من الأتربة وشيد قسطنطين فوقه بازيليكا Basilica.  وقد باشرت على الأعمال أمه(القديسة هيلانةHelena ) عام 325م وانتهى العمل عام 336م، حيث استمر حوالي 11 سنة.

 

وهنا لابد من الحديث عن خارطة مادبا الفسيفسائية التي تعود للقرن السادس ميلادي، حيث يظهر على هذه الخارطة بالإضافة إلى مباني أخرى للمدينة مخطط لكنيسة القيامة.

 

وقد أضر الغزو الفارسي عام 614-6ه/ 628م كثيراً بالأماكن المقدسة في فلسطين؛ إلا أن الراهب والبطريرك موديستوس Modestus 10ه/632-12ه/634م أعاد إصلاح كنيسة القيامة وترميمها.

 

ويذكر الحاج أركولفو Pilgrim Arculf الذي زار القدس عام 49ه/670م، أن الحجر الذي سدّ به باب القبر قد تحطمت أجزاء منه إثر الغزو الفارسي.  وقد بنيت فوق الجلجلة كنيسة وكرست المغارة تحت الجلجلة لآدم عليه السلام.

 

أما الفتح العربي زمن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 16ه/638م، فلم يمس القبر المقدس بسوء؛ بل ترك للمسيحيين الحرية الدينية، وألزم المسلمون أنفسهم بذلك في وثيقة "العهدة العمرية"، التي أعطى بموجبها أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) للمسيحيين أمانا لأنفسهم وكنائسهم؛ فلم يلحقها أي أذى، بل إنه رفض أن يصلي في كنيسة القيامة، حين حضرت الصلاة وهو فيها؛ لئلا يحذو المسلمون حذوه  ويصلون فيها؛ وشيد بالقرب منها مسجداً سمي "مسجد عمر".

 

وأشارت بعض المصادر التاريخية إلى محاولات جرت لحرق كنيسة القيامة خلال الحكم العباسي، عندما اندلعت ثورة "المبرقع اليماني"؛ لكن بطريرك القدس (يوحنا السادس) استطاع منع ذلك بدفع مبالغ مالية.

 

وفي عام 325ه/936م شهدت المدينة اضطرابات بين المسيحيين واليهود، وأحرق اليهود في أثنائها مبنى الكنيسة.

 

وفي عهد الخليفة العباسي المأمون رمم بناء كنيسة القيامة عام 201ه/817م.  ولاحقاً سمح الخليفة هارون الرشيد للملك شارلمان بإرسال بعثه إلى القدس للحصول على امتيازات معينة في القدس؛ وهذا ما حصل حيث أرسل بطريرك القدس مفتاح الكنيسة إلى شارلمان.

 

وأحرقت الكنيسة وسقطت قبتها في عهد الإخشيد (سلطان مصر) عام 353ه/965م، وجرت محاولات كثيرة لإعادة بناء القبة، حيث بنيت في عام 369ه/980م.

 

وأمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بهدم كنيسة القيامة؛ وذلك بكتاب وجهه إلى واليه بالرملة (باروخ التركي، اليهودي الذي أسلم)؛ وهدمت عام 399ه/1009م وهدمت كنائس أخرى؛ ولكن بعد الضجة التي حدثت على هذا العمل؛ قام أمير العرب في فلسطين بن الجراح بالاحتجاج واعتراض طريق باروخ، الذي كان متوجهاً من مصر إلى الشام لاستلام ولايتها؛ وعاد وأمر ببناء الكنيسة من جدي؛د وقامت الكنيسة على الصورة الحالية منذ ذلك التاريخ 410ه/1020م.

 

ويجب الإشارة إلى أن حالة الفقر التي عاشها أهل الذمة حالت دون إتمام بناء الكنيسة؛ إلى أن جاء الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 426ه/1035م، وسمح للنصارى ببنائها من جديد؛ حيث تم إنجاز البناء عام 439ه/1048م، وذلك بعد تعرضها للهدم إثر هزة أرضية عام 425ه/1033-1034م.

 

وفي عام 492ه/1099م، دخل الصليبيون مدينة القدس، وقرروا إعادة بناء الكنائس القديمة المتهدمة (عام 543ه/1149م)؛ بل وإنشاء مبنى ضخم يحوي داخله جميع الأبنية الأساسية، وبخاصة مكان الجلجلة والقبر المقدس.

 

وعندما قام صلاح الدين بتحرير القدس عام 582ه/1187م أشار عليه بعض من حوله في قادة الجيش بهدم الكنسية؛ حتى لا يبقى حجة للغرب الأوروبي لغزو البلاد وقتل العباد بحجة الكنيسة؛ إلا أنه رفض ذلك، وآثر الإقتداء بعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وأغلق الكنيسة ريثما تهدأ الأوضاع، ثم أعاد فتحها.

 

وفي عهد قايتباي عام 884ه/1480م سمح للنصارى بإصلاح قبة كنيسة القبر المقدس.  كما إن سلاطين المماليك لم يسمحوا بالاعتداء على دور العبادة الخاصة بالنصارى؛ بل سمحوا لهم بممارسة عباداتهم بحرية تامة؛ إلا في بعض الأوقات التي كانت تتعرض فيها البلاد الإسلامية لغزوات الصليبية، والتي كانت أساساً كنوع من الرد على هذه الغزوات.

 

وكانت الدولة العثمانية قد أصدرت في 02/08/1852م ما يسمى بـ"الوضع الراهن للأماكن المقدسة" وبه جددت ما كانت أعلنته سنة 1118ه/1707م، بشأن ما لبعض الطوائف المسيحية من الحقوق في الأماكن المقدسة -ومن جملتها كنيسة القيامة- وأداء العبادة فيها.

 

وفي كنيسة القيامة دير للرهبان الفرنسيسكان (اللاتين) Franciscans الذين يخدمون في الكنيسة.  ويقع الدير شمالاً، حيث كانت قديماً الدار البطريركية.  وكان الرهبان حتى سنة 1286ه/1870م يعيشون في دير مظلم. فتوصل فرنسيس يوسف الأول (إمبراطور النمسا) إلى الحصول على إذن لهم ببناء دير صغير، أضيفت إليه طبقة جديدة عام 1386ه/1967م.

 

وينتسب الرهبان الفرنسيسكان إلى القديس فرنسيس الأسيزي St. Francis of Assisi (577ه/1182م-622ه/1226م) الذي نشأ وعاش في أمبريا من إيطاليا. وكان قد جاء إلى القدس سنة 615ه/1219م وبعث إلى هناك ببعض رهبانه وطلب من السلطان الملك الكامل الأيوبي أن يبقوا في الشرق ويزوروا القيامة؛ فظلوا بعض سقوط المملكة الصليبية يحرسون الأماكن المقدسة.

 

وفي عام 733ه/1333م سمح لهم السلطان الملك الناصر بسكنى كنيسة القيامة.  وبعد ذلك بقليل، أي سنة 742ه/1342م، وافق البابا كليمنتس السادس Clement VI على وجود الفرنسيسكان في الكنيسة؛ على أن يكونوا حراس الأراضي المقدسة باسم الكاثوليك.

 

وعندما دخلت فلسطين تحت الحكم العثماني عام 921ه/1516م، بقي الفرنسيسكان في الكنيسة ورمموها مرتين: الأولى عام 962ه/1555م؛ والثانية عام 1131ه/1719م.

 

وللرهبان الفرنسيسكان اليوم حصة كبيرة في كنيسة القيامة وهم المسؤولون عن تنظيم القداديس الكثيرة التي تقام فيها يومياً بحضور أفواج الحجاج القادمين من جميع أنحاء  الأرض.

 

وكان قد سُمح لرجال الدين البيزنطيين بعد فتح العثمانيين للقسطنطينية على يد محمد الفاتح عام 1453م زيارة فلسطين.

 

وبعد الفتح العثماني لبلاد الشام بقليل، عين على القدس بطريرك يوناني يدعى جرمانوس Germanus (940ه/1534م-986ه/1579م)، وهو الذي أسس "أخوية القبر المقدس" التي يعد أعضاؤها حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الأرثوذكسي.  كما وعمل على التوسع في الكنيسة.

 

وبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس والدير المجاور قريبان من كنيسة القيامة. وكان الموضع مركز ملوك القدس أيام الصليبيين. ويعود البناء إلى أزمنة مختلفة.

 

وللرهبان الذين يخدمون في الكنيسة مساكن في نفس القيامة.  وإلى ذلك فعند ساحة القيامة شرقاً دير هو "دير القديس إبراهيم" الذي اشتروه سنة 1070ه/1660م من الأحباش وأكملوه نحو عام 1101ه/1690م على كنيسة قديمة تعرف بـ"كنيسة الرسل".

 

ولما دب الحريق في الكنيسة سنة 1222ه/1808م، توصل الروم الأرثوذكس إلى الانفراد بترميم أكبر قسم من كنيسة القيامة بموجب مخططاتهم؛ فبنيت بشكلها الذي عليه الآن؛ ولهم اليوم حصة فيها. ومنها محور الكنيسة المعروف بـ"نصف الدنيا".

 

أما الأرمن الأرثوذكس، ولهم بعض المساكن في كنيسة القيامة، وحصة ثالثة في كنيسة القيامة ومنها قسم الرواق الذي يشرف على القبر المقدس وكنيسة القديسة هيلانة، فقد بدأ توسعهم في كنيسة القيامة منذ القرن السابع عشر الميلادي، وكانت آخر مرحلة منه عام 1244ه/1829م.

 

وتأتي بعد ذلك الطوائف التي لها مكانة ثانوية في كنيسة القيامة؛ وأولها الأقباط الأرثوذكس، ولهم مسكن في الكنيسة؛  وأما ديرهم وكنيستهم الكبرى المعروفان بدير وكنيسة القديس أنطونيوس، فيقومان خارج كنيسة القيامة، بالقرب منها؛ حيث ترى بقايا واجهة الكنيسة التي شادتها هيلانة؛ وحيث كان دير قانونيي القبر المقدس أيام الصليبيين. وقد بناهما الأسقف باسيليوس Basilius الحادي عشر بعد عام 1266ه/1850م.

 

وللأقباط في كنيسة القيامة معبد صغير بنوه هناك ملاصقاً للقبر المقدس عام 946ه/1540م، ثم جدد بعد حريق سنة 1222ه/1808م.

 

هذا وقد تصدعت الكنيسة سنة 1249ه/1834م إثر الزلزال الذي حدث في القدس في القرن السابع عشر.  ورممت الكنيسة أيضا آخر مره 1285ه/1869م.

 

إلا أن زلزال سنة 1345ه/1927م كان الأقوى؛ فقد هدد قبة الكنيسة الأرثوذكسية لكاثوليك بالدمار.  ولما لم يستطع الحاكم الإنجليزي الحصول على موافقة الطوائف الثلاث التي ترعى الكنيسة، قام بإجراء بعض أعمال التقوية والدعم التي لم ترتكز على أساس جيد.

 

وأخيراً، يقيم السريان الأرثوذكس الصلاة كل أحد في معبد للأرمن، يقوم في حنية القبر المقدس الغربية.

 

هذه هي أديار كنيسة القيامة. وقد أجمعت الأديار الثلاثة الكبرى (دير الفرنسيسيين (اللاتين)، والروم الأرثوذكس، والأرمن) على ترميم مبنى كنيسة القيامة سنة 1379ه/ 1960.

 

وفي كانون أول عام 1414ه/ 1994م اتفق رؤساء الطوائف الثلاث على القيام بأعمال ترميم قبة القبر المقدس؛ حيث أعدّ التصاميم الفنان الأمريكي آرا نورمارت Ara Normart . وقد تولّت البعثة البابوية في فلسطين الإشراف على الأعمال؛ حيث حصلت على ثقة الطوائف الثلاث بفضل عدم محاباتها واحترامها للجميع.  وقد دشنت القبة في احتفال مهيب عام 1417ه/1997.

 

الوصف العام لمبنى كنيسة القيامة

 

تتألف الكنيسة من بناء قديم ضخم يضم القبر وعدة كنائس ومصليات ومزارات وغيرها. ومساحة الكنيسة تقدر بحوالي (130×60م)، أي 7800م².

 

في الجهة الجنوبية من الكنيسة توجد ساحة مبلطة، يظهر من بقاياها أنها كانت كالرواق العريض القائم على أعمدة، ضلعها الشمالي واجهة الكنيسة، وهو يقابل القادم إليها.

 

أما ضلعها الجنوبي فيلي الطريق، وعليه بقايا أعمدة رخامية؛ وعلى يمين المقبل إلى الساحة يقع ضلعها الشرقي، وفيه دير إبراهيم، ومصلى الأرمن، وكنيسة للقبط تدعى "كنيسة القديس ميخائيل".  ويوجد في ضلعها الغربي كنائس القديس يعقوب، ومريم المجدلية والأربعين شهيداً.

 

أما الواجهة الشمالية للساحة، ففيها باب يؤدي إلى الكنيسة نفسها؛ وعلى هذا الباب نقوش رومانية وعربية. وبعد مدخل الباب، وإلى اليسار منه، مقعد يجلس عليه حراس الكنيسة.  ويقابل الداخل من الباب حجر مستطيل أبعاده (2×0.60م²)، لونه أصفر محمر يدعى حجر الدهن أو المسح؛ إذ يعتقد أن جسد المسيح وضع عليه حيث حنطه نيقوديموس Nicodemus، وأن النساء وقفن على حجر آخر يبعد 10م نحو الغرب وقت التحنيط.

 

أما في جهة اليسار فتوجد بقعة مستديرة في وسطها بناء عال، فوق قبة قطرها (20م)، تحتوي على القبر المقدس.

 

ومن الجدير ذكره أن بناء القبر المقدس قديم؛ غير أن الموجود منه تم في عام  1224ه/ 1810م، وهو قائم على 18 عموداً متصلة في أعلاها بأقواس متقنة الصنع.

 

وللقبر المذكور باب في واجهته الشرقية.  وبعد الدخول من الباب، تصل إلى ساحة كالغرفة أبعادها (8×5م)، مثمنة الشكل؛ جدرانها رخامية، بنيت عام 1224 ه/ 1810م؛ وهي تنتهي إلى حجرة تسمى مصلى الملائكة، أبعادها (3×2.80م) مصفحة بالرخام؛ وفي وسط هذا المصلى حجر يعتقد أنه الحجر الذي دحرجه الملاك عن القبر.

 

ويصل الداخل من باب ضيق في هذا المصلى إلى حجرة الضريح، حيث القبر نفسه؛

 

 والذي تبلغ أبعاده (2×1)، وسطحه من رخام.  وسقف الضريح قائم على أعمدة؛ وعلى جدران تلك الحجرة نقوش تمثل بعض حركات المسيح.  وفي هذه الحجرة أيضاً تتلى الصلاة كل يوم؛ وهو أقدم مكان في كنيسة القيامة.  وحول البناء خلاء مرصوف بالرخام، تحيط به أبنية الكنيسة اقتسمته الطوائف النصرانية بينها.

 

هذا وفي كنيسة القيامة كنائس عديدة أهمها: كنيسة الروم الأرثوذكس، التي يقابل مدخلها واجهة قبة القبر المقدس؛ وفيها عرشان كبيران، على أحدهما البطريرك الأنطاكي، وعلى الآخر البطريرك الأورشليمي.  وهناك حجرة للاثنين، فيها أوان بينها تحف كنائسية قديمة؛ هذا غير المصليات للطوائف الأخرى، وأماكن أثرية أهمها الجلجثة، فيها كنيسة ترتفع عن أرض كنيسة الروم 4م.

 

كنيسة القديسة حنا  "سانت آن"

كنيسة القديسة حنا (سانت آن) هي كنيسة للروم الكاثوليك، تقع شمالي الحرم القدسي، بين باب حطة وباب الأسباط؛ حيث أتى السيد المسيح بإحدى معجزاته؛ بناها البيزنطيون في القرن الخامس الميلادي، في المكان الذي يؤمن المسيحيون أنه منزل يواكيم وحنا (والد مريم العذراء ووالدتها).  وفي هذا المكان بنيت كنيسة عرفت باسم "كنيسة مريم البتول" سنة 530م، ويظهر أن هذه الكنيسة احترقت مع ما احترق من ممتلكات النصارى على يد الفرس سنة 614م؛ فأعاد الصليبيون بناءها عندما احتلوا القدس سنة 1099م، وكانت تدعى كنيسة القديسة حنة.  وجعل صلاح الدين هذه الكنيسة رباطًا للصالحين، ومدرسة للفقهاء الشافعيين سنة 1188م.  كانت هذه الكنيسة تعرف فيما مضى بـ "صند جنة"، وسميت بعد الفتح الصلاحي "بالصلاحية".  وحدث زلزال خلال المدة الواقعة بين 1821م و1842م، هدمت على إثره جدران الدير، فنقلت الحكومة العثمانية حجارته، وبنت الثكنة العسكرية المجاورة له. 

 

وعندما انتهت حرب القرم بانتصار تركيا (1855م)، سلم السلطان عبد المجيد هذا المكان إلى نابليون الثالث؛ اعترافا بفضل فرنسا التي عاضدت تركيا في حربها مع الروس؛ وسلمه المتصرف كامل باشا إلى الفرنسيين (1856م)، وأنشئت فيه مدرسة ثم قلبت إلى كلية اكليركية (1882م).  وفي الحرب العالمية الأولى عام 1914م احتلها الجيش التركي، وحولها القائد التركي جمال باشا إلى كلية إسلامية سماها "كلية صلاح الدين"؛ وأما الكنيسة فلم يمسها ضرر.  ولما احتل الإنجليز القدس سنة 1917م أعادوا العمارة إلى الآباء البيض؛ فأنشأ هؤلاء فيها مكتبة ومتحف. 

 

كنيسة نياحة العذراء

تقع على جبل صهيون، إلى الغرب من مقام النبي داود؛ يفصل بينها وبين المقام زقاق ضيق مرصوف؛ وإلى الجنوب من السور، على بعد بضعة أمتار من الباب المعروف بـ"باب النبي داود". 

 

وهذه الكنيسة من أملاك الألمان الكاثوليك؛ بنيت فوق أرض أهداهم إياها السلطان عبد الحميد.  ويعتقد المسيحيون أن السيد المسيح في هذا المكان أو بالقرب منه، تناول عشاءه الأخير وغسل أقدام تلاميذه، وأن هذا المكان التجأت إليه مريم العذراء بعد صلب المسيح، وأن العذراء قضت نحبها فيه؛ ولكنها دفنت في المكان الذي تقوم عليه الآن "كنيسة ستّنا مريم". 

 

وهذه الكنيسة تشرف على أكثر أنحاء المدينة، ولها قبّة مزينة بالفسيفساء، وجرسية يصعد إليها في 198 درجة.  ويوجد تحتها مغارة، هي في نظر المسيحيين أصل البيت الذي كان يعيش فيه مار يوحنا.  وفي هذه المغارة اثنا عشر عموداً من الرخام الغليظ؛ وفي وسطها تمثال العذراء وهي نائمة على فراش الموت؛ وفيها أسطوانة حجرية لا يزيد ارتفاعها عن متر واحد، وهو من بقايا الكنيسة القديمة التي يقال: إنها أنشئت هناك في أواخر القرن الرابع الميلادي.

 

كنيسة حبس المسيح (كنيسة الجلد)

 

 

 

تقع كنيسة حبس المسيح أو "كنيسة الجلد" ضمن دير حبس المسيح للفرنسيسكان، داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة السعدية، على مقربة من باب النبي داود (باب الخليل) في سور القدس الجنوبي.  شيدت في موضع دار قيافا (كبير الكهنة)؛ حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح اقتيد لسؤاله أولاً قبل تقديمه للمجمع اليهودي للمحاكمة.  وقد شيدت هذه الكنيسة على أطلال أخرى قديمة، كانت تعرف باسم كنيسة "القديس بطرس"، حيث تم بناء هيكل صغير. وبعد اجتياز فنائه، باتجاه الشمال، يوجد هيكل باسم "حبس المسيح" عند قصر بيطلاس؛ ولكن بدون قبة. 

 

كنيسة القديسة فيرونيكا

 

 

كنيسة القديسة فيرونيكا هي كنيسة للروم الكاثوليك، تأسست سنة 1894م؛ تقع بالقرب من كنيسة أوجاع العذراء، في عقبة المفتي على درب الآلام.  وقد أقيمت في المكان الذي يعتقد المسيحيون أن القديسة فيرونيكا مسحت فيه بمنديل على وجه السيد المسيح وهو مار من هناك حاملًا صليبه.  وكانت الأرض لمسلم من سكان القدس هو "عبد الرحمن حدوثة العلم"؛ باعها بثلاثة آلاف ليرة ذهبية فرنسية ذهبًا؛ وحصل الروم الكاثوليك على فرمان من السلطان بتاريخ 1894م؛ فأنشأوا فوقها كنيسة باسم "القديسة فيرونيكا". 

 

كنيسة الجثمانية (كنيسة كل الأمم)

وهي كنيسة جميلة في وادي قدرون، عند ملتقي الطرق بين القدس والطور وسلوان؛ بنيت فوق صخرة الآلام، التي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح عليه السلام صلى وبكى عليها قبل أن يعتقله الجنود الرومان؛ والمعتقد المسيحي يقول: إن رئيس كهنة اليهود وجنده ألقوا القبض على السيد المسيح، بدلالة يهودا الاسخريوطي في هذا المكان.  كما يعتقد المسيحيون أن المكان الذي اختبأ يسوع وتلاميذه فيه، قبل اعتقاله وأخذه إلى القدس- هو حديقتها. 

 

ويعود تاريخ هذه الكنيسة إلى سنة 389 للميلاد.  وقد دمرها الفرس سنة 614 للميلاد؛ ولكن الصليبيين أعادوا بناءها في القرن الثاني عشر.  وقد أعيد بناء هذه الكنيسة سنة 1924م على يد المعماري الإيطالي انطونيو بارلوزي؛ إذ أسهمت 16 دولة بتمويل بنائها، ولذلك صارت تعرف باسم "كنيسة كل الأمم"، وتضم حديتها ثماني أشجار زيتون من الفترة الرومانية؛ واللوحة المرسومة على واجهة الكنيسة "لوحة يوم القيامة" للرسام الشهير ليوناردو دافنشي. 

 

كنيسة الصعود

 

 

 

 

وهي أعلى بناء في القدس على الإطلاق؛ بنيت سنة 392 للميلاد، عن طريق امرأة رومانية ثرية، على ارتفاع 830 مترًا عن سطح البحر.  وقد دمرت لاحقًا سنة 614 للميلاد على يد الفرس، فأعاد الرومان بناءها؛ ورممت سنة 1102 للميلاد.  ووفق الاعتقاد المسيحي، فإن السيد المسيح صعد من هذا المكان إلى السماء.  ولهذه الكنيسة جرسية مرتفة.  وبُنيت هذه الكنيسة على شكل دائري في بداية الحقبة البيزنطية، وأعيد بناؤها بعد تدميرها في الفترة الصليبية. 

 

كنيسة مريم المجدلية أو الـ(كنيسة الروسية)

بنيت كنيسة مريم المجدلية على يد قيصر روسيا (الإمبراطور الإكسندر الثالث)؛ تخليداً لأمه (الإمبراطورة ماريا الإكسندروفنا)؛ وقد تم تدشينها في العام 1888 في احتفال حضره الأمير سيرجى الإكسندروفيتش وزوجته الدوقة إليزابيث فيدوروفنا.

 

وتعد كنيسة القديسة مريم المجدلية من أجمل مواقع العبادة في الأراضي المقدسة؛ حيث تقع على منحدر جبل الزيتون، في قلب حديقة الجثمانية؛ وتطل على بلدة القدس القديمة.

 

كنيسة الثلاث مريمات (للأرمن)

وهي كنيسة صغيرة تابعة لطائفة الأرمن شيدت في موقع ظهور السيد المسيح للمريمات (حسب معتقدات المسيحيين)؛ الذي أمرهن فيه أن يذهبن ويخبرن تلاميذه المجتمعين في علية صهيون بأنه قام من بين الأموات، وأنه سيذهب ليتلقى بهم في الجليل (متى- 82: 8) وكانت هناك كنيسة أخرى في شمال كنيسة الثلاث مريمات أمام مدخل برج داود ولكنها حولت إلى منزل في أوائل القرن الماضي. 

 

والمريمات هن: مريم أم السيد المسيح عليه السلام، ومريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسى.

 

كنيسة صياح الديك (القديس بطرس)

 

 

 

كنيسة القديس بطرس هي كنيسة كاثوليكية تقع خارج أسوار القدس القديمة شيدت فوق كنيسة قديمة بين الاعوام 1924-1931.  وتعرف أيضًا باسم "كنيسة صياح الديك" نسبة إلى صياح الديك بعد نكران الرسول بطرس السيد المسيح ثلاث مرات(حسب المعتقدات المسيحية).

 

 

 

كنيسة القديس توما:

 

هي كنيسة كان الصليبيون قد شيدوها حين احتلال القدس على أنقاض مسجد قديم، وتقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن؛ في زقاق بالقرب من كنيسة الرسول يعقوب الكبير.  ولما دخل صلاح الدين القدس أعادها جامعًا، ثم تهدم الجامع وبنى الألمان مكانه كنيسة في القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)، وما زالت في أيديهم إلى يومنا هذا. 

 

الكنيسة اللوثرية أو كنيسة المخلص (الفادي)

 

 

 

 

الكنيسة اللوثرية هي إحدى ممتلكات البروتستانت، تأسست سنة 1898م؛ بمناسبة زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني.  وتقع في حارة النصارى بالقدس القديمة؛ وهي مشهورة ببرجها العالي المطل على كافة اتجاهات القدس، والذي  يبلغ ارتفاعه 48م، ويتكون من  177 درجة، ويعتبر أعلى برج في القدس المسورة. 

 

كنيسة مار فرنسيس

 

وتقع إلى الشمال من مقام النبي داود، بنيت فوق أرض تعود مليكيتها لـ آل "الدجاني"؛ وقد ابتاعها الآباء الفرنسيسون عام 1930م. 

 

كنيسة أوجاع العذراء

أنشئت عام 1872م، داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، وتقع في حارة الواد بالقرب من الزاوية الأفغانية، على قطعة الأرض المعروفة بـ "حمام السلطان"، في دير بني في موضع يعتقد بأن السيدة مريم العذراء التقت فيه بالسيد المسيح عليهما السلام وهو ذاهب لتنفيذ حكم الصلب فيه (حسب المعتقدات المسيحية).  ‏

 

دير حبس المسيح

 

 تتعدد الأديرة التي تحمل هذا الاسم في مدينة القدس؛ تبعًا لتعدد معتقدات الطوائف المسيحية المقدسية وتصوراتها حول حبس المسيح عيسى عليه السلام؛ فهناك دير يحمل هذا الاسم يتبع اللاتين، ويقع إلى الشمال من مبنى القشلة، مقابلاً لمدرسة روضة المعارف؛ وهناك دير آخر اتخذه الأرمن، يقع في حي النبي داود عليه السلام على جبل صهيون.  وقد وردت إشارات إليه في بعض الحجج الشرعية، منها مثلاً ما يشير إلى خرابه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث طلب الأرمن تعميره في عام (1306هـ/ 1888م) ووافقت الدولة العثمانية على إعادة التعمير والترميم.  

 

 ويشمل هذا الدير على كنيسة صغيرة تقوم على حجرة الحبس الصغيرة.  بجوار الموضع الذي ضرب فيه.  وفي ساحة عدد من قبور بطاركة الأرمن وأسقافتهم المتأخرين.  كما يقوم في الجهة الشرقية من ساحة الدير نصب تذكاري نقش عليه اسم هاكوب أفندي أشقبان، الذي مات في القاهرة 1887م ونقل رفاته إلى هذا المكان 1890م، تقديراً لتبرعاته السخية على هذا الدير والكنيسة.  

 

 أما الدير الثالث الذي عرف بحبس المسيح، فهو خاص بالروم الأرثدوكس؛ ويقع إلى الشمال من الحرم الشريف، ويشتمل على تجويف مظلم تحت الأرض، يعتقد أن المسيح حبس فيه؛ كما يشتمل على كنيسة ترجع فكرة بنائها إلى القرن الخامس الميلادي. 

 

ومما يذكر أن هذا الحبس يختلف من نظيره القائم في درب الآلام تجاه باب الغوانمة؛ لكنه أطلق هذه المرة على كنيسة يعتقد أنها تقوم في موضع كنيسة القديسة صوفيا، التي شادها الاحتلال البيزنطي في أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس للميلاد. 

 

الدير الكبير (دير الروم الأرثوذكس)

 

 يقع في محلة الزراعنة من حارة النصارى؛ إلى الشمال الغربي من كنيسة القيامة، وإلى الجنوب من بطريركية الروم؛ ويعرف بـ(دير قسطنطين)، ويسميه اليونان فيما يعني "الدير المركزي لأديار الروم في فلسطين"، ويرجع إنشاؤه إلى القرن الخامس الميلادي.  

 

 يشتمل هذا الدير على ثلاث كنائس هي: كنيسة القديسة هيلانة، وكنيسة القديسة تفلا، وكنيسة مار يعقوب.  وهناك معبدان صغيران في كنيسة مار يعقوب: واحد باسم  الشهداء الأربعين، والثاني باسم حاملات الطيب.  كما يشمل على ساحه وحديقة ومكتبة، ونزل للحجاج والرهبان تبلغ نحو مائتي غرفة.  ويقيم فيه عدد كبير من الرهبان دون الراهبات.  ويتصل هذا الدير مع كنيسة القيامة بقوس تعلو الشارع الذي يفصل بينهما؛ أما الراهبات، فقد خصصت لهن طائفة دير التفاحة الواقع في محلة النصارى. 

 

دير مار يعقوب

 

يقع في حارة الأرمن، وتحديداً بين القشلاق (مركز البوليس) وباب النبي داود؛ يعرف بـ"دير القديس جميس الكبير".  ويرجع إنشاؤه إلى فترة ما قبل الإسلام؛ حيث شيد في المكان الذي استشهد فيه القديس يعقوب الرسول، بأمر من هيرودس الحفيد.  وقد هدمه الفرس سنة 614م، ثم أعيد بناؤه، وأقيمت فيه كنيسة في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، أجرى عليها بعض الإصلاحات  في القرن الثالث عشر.  

 

 ويعد هذا الدير من أوسع الأديرة بالقدس؛حيث يشغل نحو سدس مساحة البلدة القديمة من القدس هو والحارة الواقع فيها.  كما اتخذ الأرمن فيه دار بطريركيتهم، ومدرسة للاهوت، ومكتبة غنية بنفائس المخطوطات والكتب المطبوعة؛  فقد قدر عارف العارف محتوياتها في سنة 1947م، بنحو 4000 مخطوط، وأكثر من 30000 كتاب مطبوع؛  ولا عجب في ذلك؛ إذ كان هذا الدير من أوائل المؤسسات العربية الفلسطينية التي امتلكت مطبعة منذ أوائل القران العشرين الماضي. 

 

ويتميز هذا الدير بكثرة الآبار؛ إذ إنها تفوق الخمسمائة؛ كما يضم عدة كنائس ومعابد؛ وقاعات ومتحف؛ أما دير الزيتونة (أركانجل) المجاور لهذا الدير من الشرق والمخصص للراهبات، حسبما يفهم من سجلات محكمة القدس الشرعية، فيشتمل هذا الدير على مدرسة للبنات. 

 

كما يعد هذا الدير من أكثر الأديرة جمالاً في القدس؛ حيث وصفت الكنيسة الواقعة فيه بأنها: “مزخرفة بشكل دائري ثري وبأسلوب شرقي، وبجدران ذات بلاط أزرق، والأرضيه مفروشة بالسجاد، ومصابيح الذهب والفضة كانت تسطع في كل مكان”. 

 

وفي وصف آخر، استثني هذا البناء من بين المعالم المسيحية الأخرى، حيث أنه ”الوحيد في القدس الذي يقدم مظهراً كبيراً من الراحة؛ وواجهة المبنى المبنية بشكل محكم، والشارع الممهد تظله أشجار عالية، والرهبان ذوو المظهر الجليل والمحترم حول ممراته، كل ذلك يعبق بالبساطه والثروة والنظافة النادرة في مدينة القدس”.   دير المخلص

 

يقع في الجهة الغربية الشمالية من حارة النصارى.  أصله للنصارى الكرج؛ حيث عرف بـ"دير القديس يوحنا اللاهوتي"؛ ثم اشتراه الآباء الفرنسيون من الكرج في سنة (967 هـ/ 1559 م)؛ فصار يعرف بـ"دير اللاتين" و"دير الفرنج"؛ كما صار قاعدة لأديرتهم، وكرسياً لحارس الأرض المقدسة.  وهو يشتمل على مكتبة، ومدرسة، وكنيسة، وميتم، وصيدلية، ومطبعة، وفرن، ومطحنة.  

 

 كما أنه يشرف على إطعام وإسكان العائلات الفقيرة من النصارى اللاتين الذين بلغوا في عام 1945م نحو 2250 عائلة. 

 

دير مار مرقص

 

يقع في القسم الجنوبي من حارة تاريخية من حارات القدس، كانت تعرف بـ"حارة التبانة"، التي ينتشر السريان اليوم فيها.  

 

 وأصل هذا الدير كنيسة بيزنطية، عرفت بـ"كنيسة العذراء" التي لا تزال قائمة.  كم يشتمل على دار لأسقفية السريان.  وقد خربت الكنيسة البيزنطية منذ أيام الخلفية الفاطمي (الحاكم بأمر الله الفاطمي) أواخر القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)؛ وبقي مهجوراً حتى أعيد ترميمه في سنة (1272 هـ/ 1855 م)، ثم وسع في عام (1298 هـ/ 1880 م).  وترد إشارات إليه وإلى بعض الرهبان السريان وشؤونهم الأخرى في بعض حجج محكمة القدس الشرعية. 

 

دير السلطان

 

يقع قرب كنيسة القيامة؛ ملاصقاً لها من الناحية الجنوبية الشرقية.  ويشتمل على كنيستين: كنيسة صغرى تدعى "كنيسة الملاك"؛ وكنيسة كبرى تدعى "كنيسة الحيوانات الأربعة".  يذكر عارف العارف أن هذا الدير للأقباط في الأصل؛ لكن اللاتين اغتصبوه منهم، إثر الاحتلال الفرنجي للقدس؛ وأن صلاح الدين الأيوبي رده إليهم بعد تحريره للقدس في سنة (583هـ/1187م)؛ فنسبوه إليه وأسموه "دير السلطان".  

 

 ويتميز هذا الدير بأنه يشتمل على حجاب خشبي قديم مطعم بالعاج، كان قد صنع في مصر.  وتجدر الإشارة إلى أنه خاص بالرهبان؛ لذا بنوا ديراً آخر لهم بإذن السلطان العثماني، خاص بالراهبات قرب باب الخليل، وأطلقوا عليه اسم "دير مار جرجس".  وتفيد بعض الحجج الشرعية أنهم أجروا فيه أكثر من تعمير خلال القرن التاسع عشر؛ أما الزوار منهم، فقد خصصوا لهم ديراً بنوه في عام (1255هـ/1839م)، فوق الخان الملحق بديرهم الكبير(دير السلطان).  

 

 ويذكر أن هناك دير آخر يحمل هذا الاسم (دير السلطان)؛ لكن سكانه من نصارى الحبش ومفتاحه بيد راهب قبطي؛ ما يشير إلى ضغف هذه الطائفة في القدس؛ حتى أنهم فقدوا عدداً من أماكنهم الدينية في القدس منذ القرن السابع عشر الميلادي، باستثناء دير صغير نسب إليهم بجهة باب العمود، كان يعرف بـ"دير الجنة"؛ لذا جاءت كنيستهم خارج أسوار البلدة القديمة، لما أذنت الدولة العثمانية لهم بإنشائها في أواخر القرن التاسع عشر؛ إثر الخلاف الذي أدى إلى انفكاك العلاقة التاريخية بينهم منذ عام (1235هـ/1820م). 

 

دير العذراء (دير ستنا مريم)

 

يقع إلى الجنوب من ساحة كنيسة القيامة؛ وإلى الشرق من المسجد العمري.  يعرف أيضاً بـ"دير ستنا مريم". ويرجع إنشاؤه إلى ما قبل الإسلام؛ إذ بني في عهد البطريرك الياس الأول عام 494م، ويضم بضعة غرف لنزول الزوار، وفيه يسكن الراهب الذي يخدم قبر ستنا مريم قبالة الجسمانية. 

 

دير مار يوحنا المعمدان

 

يقع بين سويقة علون، والشارع المؤدي إلى حارة النصارى.  يشتمل على كنيستين: واحدة تحت الأرض طرازها بيزنطي حيث بنيت في عام 450م؛ والثانية بنيت فوق الأولى في عام 1048م، خلال العصر الفاطمي.  وهو من منشآت طائفة الروم الأرثوذكس.  

 

 ويعرف هذا الدير أيضاً بـ"دير مار يوحنا القرعة".  وقد أنشئ تعبيراً عن دور هذا القديس في دعوة المسيح عيسى عليه السلام؛ ويتخذ شكل الصليب في بنائه، ويشتمل هذا الدير على نزل للحجاج والزائرين. 

 

جعل الفرنج  من الدير والكنيستين مستشفى ومقراً لفرسان القديس مار يوحنا، إثر احتلالهم للقدس.  وقد ورد أن صلاح الدين أعاده إلى طائفة الروم (1187م).

 

دير مار أنطونيوس (للأقباط):

 

ويقع هذا الدير إلى الشمال من كنيسة القديسة هيلانة وهو من ممتلكات الأرثوذكس بالقدس؛ وترجع أهميته إلى أنه صار مقراَ للمطرانية القبطية منذ عام 1912م.  وقد أجريت به إصلاحات عديدة أهمها تلك التي جرت في عام 1875م، عندما أضيفت إليه مبان جديدة، ثم عمر الدير مرة أخرى سنة 1907م، وجددت أيضاً كنيسته وأساساته القديمة.

 

ويبدو أن الدير قد شيد على أساس كنيسة بيزنطية قديمة؛ إذ يشير بعض الرحالة الذين وفدوا على الدير أن به مستودع مياه باسم القديسة هيلانة، وهو داخل الكنيسة القبطية في الدور الأرضي من الدير؛ وللمستودع سلم دائري للهبوط عليه وهو مكون من (51) درجة.

 

وتقع كنيسة القديس أنطونيوس ملاصقة للجدار الشمالي لكنيسة القيامة؛ وأمامها فناء واسع مكشوف، يقع على سطح الجدار الشمالي لكنيسة القيامة؛ على سطح الدور الأرضي؛ وفي الجهتين الجنوبية والشرقية من الفناء، تقع مساكن الرهبان الأقباط، ومقر رئاسة الدير، والكلية الأنطونية.  وقد قام المطران باسيليوس بإصلاح هيكل هذه الكنيسة، وشيد لها منبراَ جديداَ؛ وفي الطابق الثالث توجد كنيسة أخرى، أنشأها المطران الأنبا ياكوبوس في عام 1954م؛ تذكاراً لظهور العذراء في هذه الغرفة لبعض طالبات مدرسة القديسة دميانة في صيف ذلك العام؛ ويقع مقر المطران القبطي في الطابق الرابع، وبه مكتبة فخمة؛ بالإضافة إلى نزول للضيوف والحجاج. 

 

دير مار جرجس (للأقباط)

 

يقع هذا الدير في حارة الموارنة، على مقربة من باب الخليل؛ وقد شيد في العصر العثماني في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي).  وقد ألحقت به مدرسة تعرف باسم القديسة دميانة.

 

ويوجد في هذا الدير كنيسة بها هيكل واحد يصلى فيه قداس يوم الاحتفال بعيد الشهيد مار جرجس (7من أكتوبر)؛ وذلك مقابل إقامة الأقباط قداساً ليلة عيد الميلاد وصباحه، على مذبح الأرمن، بكنيسة المهد الأرمنية في بيت لحم. 

 

دير أبينا إبراهيم

 

دير أبينا إبراهيم دير أثري للروم الأرثوذكس؛ يعود تاريخه الى العهد الروماني في فلسطين.  يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى؛ وتحديدا في ساحة كنيسة القيامة من الجهة الجنوبية الشرقية.

 

 يُعتقد أن الملكة هيلانة هي أول من شيده (حوالي عام 335).  وقد هدم الفرس هذا الدير خلال احتلالهم للقدس عام 614، وبقي خرابًا لعدة قرون، إلى أن أخذه الروس من الأتراك سنة 1887م؛ فأعطوا قسمًا منه إلى الروم الأرثوذكس، فبنوا فيه الدير المعروف باسم "أبينا إبراهيم"؛ وبنى الروس ديرًا لهم، يضم الدير الآن كنيستان إحداهما صغيرة (أبينا إبراهيم)؛ والأخرى أكبر منها، وتُسمى "كنيسة الرسل الإثني عشر". 

 

دير البنات

 

يقع بين دير العذراء ودير مار دمتري.  بناه البطريرك إلياس الأول للروم الأرثوذكس؛ وهو على مقربة من خان الأقباط، وفيه كنيستان: إحداهما أرضية تعرف باسم "القديسة ميلانيا"؛ والأخرى فوقها تعرف باسم "مريم الكبيرة"، أي "العذراء البكر". 

 

دير مار تادرس:

 

هو دير صغير للروم الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى، بالقرب من باب الجديد ودير الكازانوفا. 

 

دير مار كرالامبوس

 

 دير مار كرالامبوس هو دير صغير للروم الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس في حارة النصارى، غرب طريق الآلام.

 

دير السيدة

 

دير صغير للروم الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى، بالقرب من مسجد الخانقاة (الصلاحية). 

 

دير مار أفتيموس

 

 دير صغير للروم الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى.  ويلاصق دير السيدة، بالقرب من مسجد الخانقاة (الصلاحية). 

 

دير مار ميخائيل

 

دير للروم الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بالقرب من باب الخليل، ودير القديسة كاترين. 

 

دير القديسة كاترين

 

دير صغير للأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بالقرب من باب الخليل، ودير مار ميخائيل. 

 

دير الزيتونة

 

أو دير مار آركنجل هو دير مخصص للراهبات الأرمنيات، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، شرق كاتدرائية القديس يعقوب للأرمن. 

 

دير العدس

 

 دير العدس دير للسريان الأرثوذكس، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة السعدية في الحي الإسلامي، بجوار دير حبس المسيح. 

 

دير الكازانوفا

 

 هو دير كاثوليكي، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في شمال غرب حارة النصارى، بالقرب من باب الجديد.  وهو من مقدسات الإرساليات الكاثوليكية في المدينة. 

 

دير الموارنة

 

 دير الموارنة دير أثري للموارنة الكاثوليك، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بجوار باب الخليل.  تم بناؤه عام 1895. 

 

دير المخلص

 

 دير المخلص أو دير اللاتين الكاثوليك هو دير للاتين الكاثوليك، تم بناؤه عام 1559 داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في شمال غرب حارة النصارى بالقرب من باب الجديد. 

Related Articles

علم دولة فلسطين

 
علم دولة فلسطين هو علم استخدمه الفلسطينيون منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني وهو رمز لأمل الفلسطنين في أن الغد سوف يكون أفضل، فدولة فلسطين بالرغم مما تمر به من أعمال وحشية بسبب الإحتلال، فمازال عند الشعب الفلسطيني أمل في التحرر، وهذا الأمل يتمثل في العلم الفلسطيني.
 
يتكون العلم الفلسطيني من ثلاث ألوان أفقية متساوية في المساحة وهي من أعلى لأسفل اللون الأسود ثم اللون الأبيض ثم اللون الأخضر، وأيضا مثلث متساوي الساقين أحمر اللون قاعدته عند ساري العلم
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech