Welcome to مدن وقرى فلسطين - Cities and villages of Palestine   Click to listen highlighted text! Welcome to مدن وقرى فلسطين - Cities and villages of Palestine Powered By GSpeech

قصور تاريخية وأثرية في محافظة جنين

قصور تاريخية وأثرية في محافظة جنين
 

 قصور آل عبد الهادي

 

شكلت هذه القصور أهمية عمرانية كبيرة في البلدة لارتباطها التاريخي بنفـوذ عائلـة عبد الهادي الإقطاعية في فلسطين في القرن التاسع عشر، وما واكب ذلك من مظاهر الرفاهيـة والزعامة التقليدية والوجاهة التي حظيت بها هذه العائلة، والثروة التي جمعوها كملتزمي ضرائب؛ وكانت حياة نسائهم أقرب إلى نساء المدن؛ حيث لزمن البيوت في خصوصية كبيرة؛ ولم يعملن في الزراعة كنساء الفلاحين؛ كما تعبر عمارة القصور عن وظيفة القصور كمباني حكم وإدارة؛ ووضع العائلة السياسي كحكام لعرابة والمنطقة؛ فقصورهم تبنت أشكال القلاع الحصينة، وتم بناء سور وأبراج حول القصور، عليها جنود للمراقبة لزيادة الحماية والدفاع ضد هجمات شيوح النواحي الآخرين، وخاصة آل جرار وآل طوقان.

وتتبع قصور آل عبد الهادي التقسيمات الوظيفية العامة لقصور قرى الكراسي مع بعض الفوارق البسيطة في بعض الأحيان، ولو أن هناك اختلافًا في الشكل المعماري في التكوين والتخطيط.  وتقسم القصور من ناحية الاستخدامات الوظيفية إلى ثلاثة أقسام:

1- مرافق ذات وظيفة إدارية: كالديوان، وغرف الحراس، وغرف القهوة، والسجن في الطابق الأرضي؛ وعلية الشيخ في الطابق العلوي.

2- مرافق ذات وظيفة خدماتية: كالأروقة، والاسطبلات، وغرف التخزين، وبئر الماء أيضًا في الطابق الأرضي.

3- مرافق ذات وظيفة سكنية خاصة: كغرف النوم، وغرف المعيشة، والسكن للشيخ وعائلته في الطوابق العلوية.

وتقسم الوظائف في التكوين المعماري لقصور قرى الكراسي عموديًا.  وفي حالة قصور عبد الهادي؛ فإن القصور تكونت من طابقين فقط؛ إذ توزعت الوظائف الإدارية (ما عدا علية الشيخ) والوظائف الخدماتية في الطابق الأرضي، الذي يحتوي على المدخل أيضًا، حول ساحة أو حوش داخلي.  وتوزعت الوظائف السكنية وغرف النساء في الطابق العلوي حول ساحة سماوية يصل إليها بدرج؛ ويسمى هذا الجزء بـ"الحرملك"؛ كما يصل بدرج منفصل إلى علية الشيخ وساحة سماوية ومرحاض وغرف لتحضير القهوة؛ ويسمى هذا الجزء بـ"السلملك". 

 وقد احتوى قصر سليمان عبد الهادي على سجن في الطابق الأرضي.  ومن المثير هنا انحصار وظائف قصر حسين عبد الهادي بالوظائف الإدارية والخدمات؛ حيث لم يحتو على "الحرملك".

أما بالنسبة للخصائص المعمارية للقصور فأهمها وجود مدخل الهو أو العقود المنحنية؛ ويمكن أن تحوي: ديوان الشيخ، وغرف الحرس، وغرفة قهوة، والبوابة المزخرفة، والساحة الداخلية أو الحوش، جزئي "الحرملك" و"السلملك"، والساحات السماوية بدرجيهما المنفصلين.  ويحتوي "الحرملك" على: غرف معيشة ونوم، وخدمات؛ ويحوي "السلملك" على علية الشيخ وتوابعها (الآبار، وغرف التخزين، الزخارف الحجرية حول الفتحات والطلاقات، والزخرفة من الجبص في القباب.

أما بالنسبة لموقع القصور فقد تمركزت في وسط الحارة الشرقية، وفي طرف البلدة الشرقي تقريبًا حول مسجد النبي إعرابيل؛ والذي بناه الشيخ حسين عبد الهادي سنة 1819م.  ومع الوقت تجمعت بيوت أخرى حول قصور العائلات القريبة الموالية لآل عبد الهادي؛ أما قصر صالح عبد الهادي؛ فيعتقد بأنه كان في الجزء الشمالي الشرقي من الحارة الشرقية.

يبلع عدد قصور آل عبد الهادي في بلدة عرابة 13 قصراً وأهم هذه القصور:

 

1- قصر صالح عبد الهادي: يعدّ الأول في عرابة، بناه صالح عبد الهادي في عام 1808م؛ ويسود الاعتقاد بأنه يقع في الجزء الشمالي الشرقي للبلدة في المنطقة المسماة بـ"منطقة القصر"، وفيه أحد المداخل الرئيسية للبلدة القديمة.  وكان قد تم تدمير القصر بالكامل على ايدي القوات العثمانية وآل الجرار وآل طوقان عام 1859م؛ وحسب بعض الروايات الشفوية؛ فإنه قد تم إحضار بنائين متخصصين لفك حجارة القصر، ونقلها إلى قصر آل جرار في صانور.  ويصعب التعرف على مكان القصر الفعلي من مجرد البحث في المكان الذي يخلو الآن من أي آثار لبناء القصر؛ إلا أن بعض كبار السن يؤكدون أنهم كانوا يشاهدون بعض الركب للعقود مع مرور الزمن أزيلت.  وقد جاء وصف القصر في زيارة الباحثة الإنجليزية "ماري اليزا روجرز" في كتابها "الحياة المنزلية في فلسطين".

 

 

2- قصر عبد القادر اليوسف عبد الهادي:

 

 

يقع هذا القصر بالقرب من قصر الشيخ حسين؛ وهو أكثر اتساعا منه.  له بوابتان تقعان تحت إحدى القناطر التي يعلوها ممر مسقوف، يصـل بـين جهتي البلدة الشرقية والغربية، وما يسمى"السيباط".  ويحتوي القصر علـى بـوابتين، إحداهما الأكبر وعليها أبيات شعرية وتاريخ بنائه عام 1812 م؛ حيث ينسب هذا القصر إلى عبد القادر عبد الهادي الذي رممه وسكن فيه، ويتكون القصر من ساحة واسعة خصصت لحفر آبار الغلال والمياه، وإخفائها في مواضع يصعب على المهاجمين اكتشـافها، يتخللها طـابقين واسعين، تتعدد فيهما الغرف والمداخل والإضافات.  وفي الطابق الثاني غرفة استخدمت كمطبخ، بلطت أرضيتها ببلاط صيني أحمر، وفي إحدى جدرانها خـزائن خشـبية لخـزن الحاجـات الأساسية كما كانت غرفة الشيخ (العلية) في الجهة الشمالية، بوابته الرئيسـية فـي الجهـة الجنوبية.  وفي العلية يقع مدخل سري في أحدى الخزائن، كان يفضي إلى درجات سرية ضيقة تتسع لشخص واحد، وتقود إلى السطح، بنيت فوقها مصطبة طولية تبدو وكأنهـا مخبـأ للأسلحة، وفي المبنى يلاحظ الفصل بين جزئي "الحرملك"، و"السلملك".

3- قصر الشيخ حسين عبد الهادي:

 

 إن المكانة السياسية التي حظي بها الشيخ حسين عبد الهادي والدور السياسي البارز الذي لعبه، دفعه عام 1820 م إلى تشييد قصر الذي يقع مقابل مسجد النبي اعرابيل، وبوابته في الجهة الشمالية من المبنى وتطل على ساحة المسجد، وللمدخل بوابة كبيرة، وعلى جانبيها مقعدان حجريان أو مكسلتان، تماما كمدخل قصر سليمان، والعديد من قصور قرى الكراسي؛ ولكن قصر حسين لا يزال يحتفظ ببوابته الخشبية التي تؤدي إلى بهو بإيوان مفتوح على الساحة الداخلية أو الحوش مباشرة؛ وهذا يختلف عن مداخل القصور الأخرى المتعارف عليها؛ فهي مداخل المنحنية توفر الخصوصية اللازمة للنساء؛ كما في بيوت المدن؛ ولكن قصر حسين استخدم كدار للحكم فقط؛ فلم يحو على غرف للسكن أو "الحرملك"، وبالتالي لم يكن هناك حاجة للمدخل المنحني.  وقد كانت غرف السكن في القصر المجاور (وهو قصر سليمان).  ويصعد بدرج خارجي للطابق العلوي للقصر؛ حيث ساحتان سماويتان كبيرتان، وعلية الشيخ.  وحملت القبة على أربع ركب ذات تشكيلات جميلة تلتقي في قبة صغيرة ذات زخارف لولبية دائرية تسمى "عمامة الشيخ"، وتدل على مكانة صاحب العلية.  وكانت القبة ملونة باللونين الأزرق والأبيض قبل الترميم (وهما لوني البركة)؛ أما اليوم فالقبة بيضاء والجدران تميل إلى الزرقة.  وفي الطابق العلوي (أيضا المرحاض)، وهناك فتحات البنادق أو الطلاقات.  تاريخيًا فصل قصر حسين عن قصر سليمان بسور عالٍ؛ لكن بعد الترميم تم استبداله بسور منخفض ودرابزين حديدي.  ورغم ترميم المبنى، إلا أنه غير مستخدم.

 

 

4- قصر سليمان وفخري عبد الهادي:

يقع القصر سليمان عبد الهادي إلى الجنوب من قصر والده (الشيخ حسين عبد الهادي) ويفصله عنه سور، ويمتد على مساحة تقارب الدونمين، ويتكون من جزأين: الأول هو جزء المدخل في الجزء الشرقي من القصر.  ويدخل إلى البوابة إلى ثلاثة عقود متتالية وإيوان إلى الغرب؛ أما الجزء الثاني فهو قصر السكن بطابقيه (الأرضي، والأول)، ويفصله عن الجزء الأول ساحة سماوية.  ويرتفع منسوب الساحة عند القصر؛ حيث إن الساحة السماوية غير منتظمة.  وقد تهدمت ثلاثة عقود علوية من واجهة القصر الغربية؛ بسبب الأمطار عام 2013؛ وتم تدعيم ما تبقى من العقود المنهارة والجزء الجنوبي الشرقي من القصر لحمايته من الانهيار.  وتتميز زاويتي القصر الجنوبيتين باستدارة حجارتهما.  ويمكن أن فتح الشباك الثلاثي في الواجهة الجنوبية قد تم لاحقًا؛ حيث يعدّ الجدار الجنوبي للقصر أحد أجزاء سور البلدة القديمة.  وينفصل جزأي القصر الشرقي والغربي؛ حيث يوجد ما يشبه الطريق بينهما؛ ولا وجود للأسوار التي جمعت الجزأين حول الساحة السماوية في السابق، وللجزء الغربي حوش تتوزع حوله غرف الطابق الأرضي، ومن ضمنها الاسطبلات وغرف التخزين والحرس والسجن، وفي الطابق العلوي غرف النوم والمعيشة.  

 

5- قصر محمد عبد القادر عبد الهادي؛

 ويشار إليه بقصر "محمد سليم عبد الهادي".  ويطلق عليه أيضًا قصر السبع بوابات: يتميز بكثرة عدد غرفه وكبرها، وبمدخله المميز على شكل أقواس، ولدى دخول القصر تواجهك ساحة سماوية صغيرة، مقتطعة من قصر حسين عبد الهادي، ويفصلهما سور؛ ثم إلى عقدي المدخل الكبيرين في الجهة الشرقية من الحوش.  وهذه الغرف كانت تستخدم للضيوف، وطاقم الحرس.  ومن خلال العقد الأول هناك الدرج الذي يؤدي إلى "السلملك" في الطابق العلوي والساحة السماوية وعلية الشيخ والمرحاض وغرفة تحضير القهوة وغرفة الضيوف.  ويتكون الدرج من بضعة أدراج داخل الغرف، ثم يصبح داخليًا محاطًا بجدران.  ومن الحوش وفي الجزء الغربي منه في الجهة المقابلة للسلملك درج أوله خارجي؛ ثم يصبح داخل الجدران المقابلة للسلملك، يؤدي إلى "الحرملك"؛ وذك الجزء اليوم منفصل عن القصر.  وفي الحوش شامية، وغرف كبيرة على الجهة الغربية منه؛ ومنها يخرج إلى ما كان يسمى بـ"حديقة عبد القادر"، الحائط الجنوبي للقصر يشكل جزءًا من السور.  في عام 2016/2017 جرى ترميم القصر من قبل بلدية عرابة؛ بتمويل من الدكتور عمر والدكتور سمير عبدالهادي، وبإدارة "مؤسسة التعاون". 

 

6- قصر داود محمد الحسين عبد الهادي:

يقع شرق بلدة القديمة بين قصري رشدي عبد الهادي ومحمد الحسين عبد الهادي من الشرق؛ وقصر سليمان من الغرب.  ويتألف من مجموعة من العقود يصل عددها إلى ستة، أحدها مهدم، يعتقد أنه الديوان؛ وإلى الشمال منها عقد آخر، يعتقد أنه للحرس.  ويتكون القصر من طابق واحد، يحتوي على ثلاثة عقود في الجهة الغربية، يربطها إيوان واسع وعقدان من الجهة الشمالية وتتبعه ساحة سماوية واسعة.

 

 

7- قصر رشدي يوسف مصطفى عبدالله حسين عبد الهادي:

باشر رشدي عبد الهادي ببناء قصره هذا بعد أن رحل من بلدة الأشرفية قضاء بيسان في العشرينيات من القرن الماضي.  وقبل أن يتم بناء القصر توفي صاحبه رشدي عبد الهادي.  ويكون القصر من طابقين: الأول عبارة عن عقود وساحة سماوية وسور أمام قصر محمد حسين عبد الهادي؛ أما الدور الثاني فيتكون من مجموعة من الغرف تطل على الساحة السماوية في الطابق الأرضي، وله شبابيك غربية تطل على الشارع؛ وتم ترميمه عام 2016/2017 بدعم من الحكومة السويدية من خلال اليونسكو، بالتعاون مع بلدية عرابة وبإشراف وتنفيذ مؤسسة التعاون؛ ليُستخدم بيتًا للضيافة.

 

 

8- قصر محمد حسين عبد الهادي "دار رؤوف":

 

القصر عبارة عن مجموعة عقود وساحة سماوية واسعة في الطابق الأرضي، ومجموعة غرف في الطابق العلوي كانت تستخدم سكنًا لحافظ باشا عبد الهادي قبل انتقاله إلى مدينة جنين؛ أما العقود في الدور الأول؛ فقد كان يسكنها إخوانه رؤوف وطاهر وراغب.

 

9- قصر سعيد حسين عبد الهادي:

يقع القصر إلى الشرق من قصر محمد حسين عبد الهادي (دار رؤوف) وإلى الشمال من قصر رشدي عبد الهادي.  وقد هدم هذا القصر، ولم يتبق منه سوى عقدين يعتقد أن أحدهما كان يستخدم ديوانًا، والآخر لصناعة القهوة. 

ومن أبرز الخصائص المعمارية لهذه القصور

1- الجدران: تم بناؤها بحجارة صلبة بوجهين متماثلين داخلي وخارجي؛ إذ يصل سمك الجدار إلى متر واحد أو يزيد، وارتفاعات المداميك فيه موحدة؛ وتعبئة ما بين الـواجهتين الداخليـة والخارجية للجدار من الحجارة الصغيرة والطين.  إضافة لذلك فإن ارتفاع السقوف مـن الـداخل متشابه؛ إذ يصل في المعدل إلى خمسة أمتار، وأحيانًا كانت تصل إلى ثمانيـة أمتـار (حسـب اختلاف مناسيب الأرض)، وذلك ببناء أقواس ترتكز على الأساسات، وبناء الجدران فوقها؛ مـا يزيد البناء متانة وقوة.  أيضا كانت هذه الجدران محمولة وليست حاملة للسقف؛ بحيـث يمكـن فصل كافة الجدران، مع إبقاء السقف قائمًا، وهي ما تعرف باسم "الركبة".

2- الأسطح: امتازت أسطح القصور بنظام القباب؛ كي تمنع مياه الأمطار من التجمع على سطحها، وهي نظام هندسي؛ إذ إن السقف يستند إلى أربع ركب عريضة تحمله، وتبدو هذه الركب من الخارج قائمة؛ إلا أنها فـي حقيقة الأمر تنحني تدريجيًا من الداخل كلما ارتفعت إلى أعلى القبة عند حجر رئيسي في البناء يسمى "حجر الغلق" الذي يعدّ نقطة الارتكاز الأساسية في البناء.

3- الأدراج: وهي نوعان:

- الأدراج الخارجية المكشوفة: وهي في العادة تؤدي إلى الطابق العلوي وترتبط بالساحة العلوية المكشوفة ولا يزيد عرضها عن متر واحد؛ وهي من نفس حجارة البناء القائم؛ إلا أنها تخلو من الشقوق والثقوب، ولا يزيد ارتفاع كل منها عن 20 سم؛ أما عرضها فيتراوح ما بين 20 إلى 30 سم؛ إضافة إلى أنها محمولة على نفس الجدران الداخلية.

- الأدراج الداخلية المكشوفة: وهي التي تفضي إلى أسطح مباني الطابق العلوي؛ حيث جاءت متشابكة مع أحد الجدران الداخلية؛ ولكن ما يميزها هو أنها جاءت داخل البناء.

4-  تصريف المياه: اعتمد البناء على نظام داخلي غير مكشوف لتصريف مياه الأمطار والمياه الزائدة عن الحاجة؛ إضافة إلى مياه المجاري؛ حيث كان يتم التخلص منها جميعًا ضمن نظام صرف المياه إلى خارج القصور.

5- القصارة: تمت قصارة السقوف والجدران بواسطة طبقة رقيقة بسمك 3 إلى 5 سم من الطين المخلوط بالشيد "الكلس" والرماد، وخيوط الليف أو القنب أو الكتان المدقوق ناعمًا، والتي تعمل على تقوية القصارة ومقاومة الرطوبة.

الحق بالقصور إضافات معمارية جميلة، تمثلت بالأعمدة والتيجان، وقواعد الأعمدة المزخرفة والمقاعد الحجرية (المكاسل) المخصصة لجلوس الحرس على المدخل.  كما امتـازت فتحات الأبواب الداخلية، خاصة أبواب العلالي، بوجود أقواس حجرية منقوشة بشـكل جميـل، احتوت على زخارف هندسية جميلة كالنجمة الثمانية والسداسية المفلطحة، والشكل اللـولبي.

 

 وقد صنعت بوابات القصور الرئيسية من خشب الأرز المستورد، وهو صلب مصفح بالحديد أحيانًا، وخشب الصنوبر الأبيض؛ إضافة إلى استخدام خشب الجوز والزيتون للأبواب الداخلية.  وألحقت الطلاقات بالقصور؛ إذ كانت تسمح بتمرير الهواء في وقت السهر أو النوم خلال فصل الصيف الحار؛ وربما أطلقت هذه التسمية عليها نسبة إلى إطلاق النار من خلالها باتجاه الأعداء خلال الصدامات التي كانت تحصل أحيانًا؛ كما عرفت أيضا باسم "المزاغـل" وهـي عبارة عن فتحات ضيقة من الخارج، وواسعة من الداخل تستعمل للمراقبة؛ لذلك يمكن القول أن هذه المباني أقيمت وفق اعتبارات دفاعية عسكرية إستراتيجية؛ إذ اختير موقع البناء فـوق تـل مرتفع ممتد في الجهة الشرقية.

وهناك مظاهر عمرانية أخرى في بلدة عرابة، أبرزها: مبنى السرايا العثمانية القائمة فـي دار أبو عبيد في الحارة الغربية، والتي ضمت محكمة وسجنًا عثمانيين، ومقر مدير ناحية الشـعراوية الشرقية؛ وفيها نقوش بشكل نجمة سداسية مفلطحة، وتجويف حجري دائري في مدخل البناء.  يحتوي المبنى طابقين:

 يشتمل الأول على سجن وإسطبل لخيـول الحاميـة العثمانيـة المرابطة في البلدة، وساحة واسعة وبئري ماء؛ بينما يشتمل الثاني على مجموعة عقود متقابلـة، استعملت مبنى للمحكمة العثمانية؛ ومقرًا لمدير الناحية، ومنامـات للعسـاكر العثمانيين العـاملين فيه.

وهناك أيضًا مبنى الزاوية المسماة "الزاوية الشاذلية"، والمكون مـن عقـدين كبيـرين متجاورين ومتشابكين، أقيما حسب نظام القباب، وبابهما من جهة الشمال؛ يجاورهما عقد غربـي ملاصق، ثماني الأضلاع، يعتليه قبة ضخمة فوقها هلال حجري، يعتقد أنه كـان مركـزًا دينيًا لأتباع الطريقة الشاذلية، واستخدم فترة طويلة كمدرسة للتعليم (نظام الكتاتيب) بإشراف الشـيخ يوسـف (الشـيخ أمـين الداودي).

 تمكنت بلدية عرابة بالتعاون مع عدة جهات مانحة من ترميم بعض هذه القصور بينها قصور عبد القادر عبد الهادي، ويستخدم مركزًا شبابيًا وثقافيًا؛ وقصر حسين عبد الهادي الذي تم تخصيصه لصالح المؤسسات والأطر النسوية لتنظيم نشاطات وفعاليات نسوية، وقصر رشدي عبد الهادي الذي أصبح بيتًا للضيافة؛ وقصر السبع بوابات أصبح حمامًا تركيًا.

المصادر:

- بلدية عرابة/ دراسة تاريخية ومعمارية لبلدة عرابة

- حسين سليم عطاري/ باحث ومؤرخ / مخطوطة بعنوان قصور آل عبد الهادي / 2017

- وزارة السياحة والآثار مكتب جنين. 

Related Articles

علم دولة فلسطين

 
علم دولة فلسطين هو علم استخدمه الفلسطينيون منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني وهو رمز لأمل الفلسطنين في أن الغد سوف يكون أفضل، فدولة فلسطين بالرغم مما تمر به من أعمال وحشية بسبب الإحتلال، فمازال عند الشعب الفلسطيني أمل في التحرر، وهذا الأمل يتمثل في العلم الفلسطيني.
 
يتكون العلم الفلسطيني من ثلاث ألوان أفقية متساوية في المساحة وهي من أعلى لأسفل اللون الأسود ثم اللون الأبيض ثم اللون الأخضر، وأيضا مثلث متساوي الساقين أحمر اللون قاعدته عند ساري العلم
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech